" فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ" الشيطان ومن زين له وبعد ذلك يذكر الله المؤمنين بالتقوى الذي هي الحارس في كل معصية ومخالفة.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" لغد كيوم الوقوف بين يدي الله ، والله سبحانه هو المطلع على الأعمال والنيات فهؤلاء المتقون تستوي عندهم الظاهر والباطن لأنهم يعملون لله سبحانه وتعالى ويخشونه ويخافونه ولا يخافون أحداً غيره .
" وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" فالأولون مع الله يخشونه ويرقبون ويذكرونه ويعظمونه ويتقونه وهؤلاء نسوا أمر الله فعصوه ومن ثم أوبقوا أنفسهم في المعاصي والفجور والمظالم حتى أوبقوها في النار .
وهكذا لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة – الذين نسوا الله وأصحاب التقوى "أصحاب الجنة هم الفائزون" برضوان الله وجنته .
ثم وصف الله كتابه وعظمة تأثيره على الجبال فكيف لا يؤثر بقلوب هؤلاء الذين نسوا أنفسهم ، " لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" .
ثم وصف الله نفسه "هو الله الذي لا إله إلا هو" لا إله غيره ولا معبود في الوجود سواه الملك مالك الملك المتصرف فيه كيف يشاء – القدوس – الطاهر المبارك المقدس.
"السلام" متنزهه عن العيوب والنقائض فهو سلام بكماله في ذاته وأفعاله .
"المؤمن" أمن خلقه من أن يظلمهم وصدق خلقه بإيمانهم .
"المهيمن" أي الرقيب على خلقه وقاهر فوقهم .
"العزيز" الذي يقهر ولا يغلب فلا ينال "الجبار المتكبر" فلا جبروت إلا له ولا عظمة إلا له وفي الحديث الصحيح القدسي العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحداً منها عذبته ، "هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" .
فختم سبحانه بالتسبيحة التي بدأ بها في بداية السورة ولا يملك المؤمن إلا أن يسبح الله ويعظمه .
أسـئلة تقويمية
س1/ قال تعالى "هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب ...و ليجزي الفاسقين" .
أ) من هم الذي أخرجهم الله من أهل الكتاب .
ب) علل إخراجهم .
ت) ما معنى "الجلاء – لينة - أصولها" .
ث) اذكر سبب نزول الآية "ما قطعتم من لينة أو تركتموها .." الآية.
س2/ قال تعالى (ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم ..) إلى قوله تعالى (شديد العقاب) .
أ) ما معنى "أوجفتم - ركاب" .
ب) عرف الفيء .
ت) كيف يقسم هذا الفيء .
ث) ما المقصود بقوله "كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم" .
س3/ قال تعالى "للفقراء المهاجرين .. رؤوف رحيم " .
أ) ما معنى "حاجة – خصاصة - غلاً" .
ب) وصفت الآيات ثلاثة فرق من المؤمنين وضح ذلك .
ت) فسر قوله تعالى (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) .
س4/ قال تعالى "ألم تر إلى الذين نافقوا .." إلى قوله تعالى "كمثل الشيطان..." .
أ) وضح كيف جعل الله المنافقين واليهود أمراً واحد مع الشيطان .
ب) تحدث عن صفات اليهود في الآيات .
ت) "من هم الذين من قبلهم قريباً" .