يا أمتنا العربية والإسلامية لم تكتف سلطات صنعاء الاستعمارية باستخدام الدين الإسلامي الحنيف لتبرير حربها العدوانية على شعب الجنوب واحتلال أرضه وقتل النساء والأطفال عام 1994م وتسخيرها لبعض من يوصفون بأنهم علماء دين لإصدار الفتاوى المزيفة التي بررت استباحته وقتل الوحدة السلمية التي تحققت بين الدولتين والشعبين عام 1990م من خلال الاستغلال البشع للإسلام مع أن الدين الإسلامي الحنيف برئ من ذلك كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
واليوم هاهي سلطات صنعاء بعد أن رفض كثير من علماء الدين في الجمهورية العربية اليمنية مجاراتها في استخدام الدين لمصالحها الدنيوية واستمرار احتلالها للجنوب كشفت عن عورتها القبيحة. وبعد أن تبين للعالم أجمع رفض شعب الجنوب بكل أطيافه لاحتلال وطنه وإصراره على استعادة كرامته ودولته المستقلة من خلال قيامه بثورة سلمية حضارية تحررية جابهتها هذه السلطات بأحدث وسائل القتل والقمع, لكنها فشلت أمام إرادة شعب بكاملة لأن إرادة الشعوب هي من إرادة الله, فالله وعد عباده المظلومين بالنصر وهو لا يخلف الميعاد. نجدها اليوم تمادت ليس في استغلالها للدين الإسلامي كعادتها وإنما في تحريف كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. وسنبين هنا واقعة واحدة من أعمالها الشنيعة التي ينطبق عليها قول الله تعالى المذكور أنفا وعلى وجه التحديد تحريفها لسورة ( الفيل) فقد نشرت صحيفة الوحدة الصادرة عن مؤسسة الثورة الرسمية بصنعاء وفي عددها (961) الأربعاء 5صفر 1431هـ الموافق 20 يناير 2010م نصا محرفا لسورة( الفيل) حيث جاء في صفحتها الأخيرة:
(( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب البيض.. ألم يجعل كيدهم في تقويض.. وأرسل عليهم صقور التوحيد.. وفهوداً سمراً صناديد.. فجعلهم في كل منفى أشتاتا رعاديد)).