المصدر اون لاين
ودع الآلاف فجر اليوم السبت الفقيد الراحل المهندس فيصل بن شملان المرشح السابق للرئاسة في موكب جنائزي كبير حضره الآلاف من أبناء مدينة عدن ومحبي الفقيد وقيادات وأعضاء في اللقاء المشترك المعارض،
بينما غاب الجانب الرسمي تماماً عن موكب التشييع ولم يحضر أياً من المسؤولين الحكوميين حتى على مستوى قيادات السلطـة المحلية للمحافظـة كمحافظ المحافظـة وأمين عام المجلس المحلي، باستثناء وكيل أول محافظة عدن وحيد رشيد والذي يعد قيادياً في حزب الإصلاح بالمحافظة، وإلى ذلك شارك في موكب التشييع نائب رئيس مجلس النواب حمير عبدالله الأحمر وعدد من أعضاء مجلس النواب الذين يتواجدون في عدن منذ مساء أمس ضمن لجنــة برلمانية لتقصي الحقائق في محافظــة أبين ولحج.
ووري جثمان الفقيد بن شملان في مقبرة أبو حربـة بمنطقـة الحسوة في البريقــة بمحافظــة عدن بناءاً على وصيـة له قبل وفاته بساعات، بعدما انطلق موكب التشييع من جامع الخير بالقرب من منزلـه.
ورجح مراسل المصدر أونلاين أن يكون سبب الحضور الباهت للجانب الرسمي وعلى مستوى القيادات العليا لأحزاب المشترك، هو ضيق الوقت وعدم التمكن من الوصول إلى عدن حيث لم يمض على وفاته غير ساعات منذ مساء أمس حتى فجر اليوم.
وكان مصدر مقرب من أسرته قد قال أمس إن الفقيد الراحل أوصى بتشييعه بعد أول صلاة من وفاته ودون أي إجراءات رسمية.
ولم يصدر حتى كتابة هذا صباح السبت أي بيان نعي من دار الرئاسـة، كما لم يوجه الرئيس علي عبدالله صالح أي تعزيـة لأسرة الفقيد كالمعتاد في وفاة شخصيات وطنية واجتماعية يمنية، وخلت الصحف الرسميـة الصادرة هذا اليوم من أي إشارة لذلك ، باستثناء تناقل الخبر المقتضب نشرته وكالة الأنباء الرسمية سبأ في وقت متأخر من مساء أمس عن وفاته.
وكان بن المهندس فيصل بن شملان مرشح الرئاسة السابق قد توفي مساء أمس الجمعة في منزله بمحافظة عدن، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض.
وقالت مصادر مقربة من الفقيد بن شملان لـ"المصدر أونلاين" انه عاد من لندن الثلاثاء الماضي حيث كان في رحلة علاجية، وسبق له أن سافر الهند أكثر من مرة لذات الغرض.
وأضافت المصادر ان جثمان الفقيد بن شملان سيشيع بعد صلاة الفجر من يوم غدٍ السبت بالقرب من منزلـه في البريقة وسيوارى جثمانه في مقبرة أبو حربه بمنطقة الحسوة بعدن.
ونقل موقع "الصحوة نت" عن مصدر في أسرة الفقيد قوله "إن استعجال الدفن يأتي نزلاً عند وصية الفقيد الراحل بن شملان، الذي أوصى قبل وفاته بساعات مساء اليوم بدفنه مباشرة بعد أول صلاة من وفاته وتشييعه إلى مقبرة أبو حربة بشكل طبيعي ودون اتخاذ أي إجراءات رسمية في عملية التشيع.
وكان أطباء بن شملان الذي عاد قبل أشهر من رحلـة علاجية في الهند قد أكدوا خطورة حالته إثر تأثر ورمه الدماغي وضعف احتمال علاجه ما اضطره العودة إلى اليمن.
وبرحيل المهندس فيصل بن شملان يكون اليمن قد خسر واحداً من أبرز رجالاته المخضرمين الذين أسهموا على مدى عقود في التحولات السياسية والاقتصادية في شطري اليمن قبل الوحدة وفي دولة الوحدة.
وتوج بن شملان حياته السياسية بترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2006 في مواجهة الرئيس علي عبدالله صالح، حيث اختاره تكتل المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك) مرشحاً لها، ووافق على هذه المهمة بعد جهد بذلته قيادة المشترك.
وطبقاً لسيرته الذاتية فقد ولد بن شملان في حضرموت عام 1934م, ودرس بمنطقة غيل باوزير والثانوية في جمهورية السودان, وتخرج من جامعة كينجستون في بريطانيا تخصص هندسة مدنية.
وعمل وزيراً للأشغال العامة والمواصلات في حكومة قحطان الشعبي عام 67، ورئيساً تنفيذياً للهيئة العامة للقوى الكهربائية عام 69م، ومديراً تنفيذياً لمصفاة عدن عام 77م.
وكان عضواً بمجلس الشعب الأعلى منذ عام 71 وحتى قيام الوحدة عام 1990.
وعقب قيام الوحدة اليمنية أسس حزب المنبر وأصدر جريدة المنبر عام 1990م مع الأستاذ عمر طرموم ود. بافقيه، ود. كرامة سليان وآخرين.
وتولى بعد ذلك إدارة التسويق النفطي خلال عامي 91-92م، وفي عام 1994م عين وزيراً للنفط قبل أن يقدم استقالته من الوزارة عام 95م.
وإلى ذلك فقد كان عضواً بمجلس النواب من بعد الوحدة عام 90 وحتى 2003م وهو العام الذي قدم فيه استقالته احتجاجاً على تمديد المجلس لنفسه سنتين إضافيتين ورفض بعدها الترشح عام 2003م.
ويحفل المهندس بن شملان بسجل مهني نظيف طوال حياته العملية وأدائه الوظيفي، وعرف بنزاهته وخبرته لا سيما في الجانب الاقتصادي.
وكانت صفة النزاهة هي السلاح الذي أبرزه تكتل اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية في مواجهة صالح الذي يتهم نظامه بالفساد.
واشتهر بن شملان بتقديم استقالاته من أعماله التي كان يتولاها بسبب اصطدامه ببعض القضايا التي تتناقض مع قنناعاته، ومما اشتهر به إعادته لسيارته التي صرفت له أثناء عمله بوزارة النفط.
وتقول مصادر أنه يتقاضى 38 ألفاً من مجلس الوزراء و20 ألف من رئاسة الجمهورية، وهو متزوج ولديه ولد وأربع بنات.