من روائع القسم في القرآن الكريم: أن جاء فاتحة للسور المكية في خمس عشرة سورة، نحو: والصافات صفا، والذاريات ذروا، و السماء ذات البروج، والفجر وليال عشر والعاديات ضبحا....، ألخ
فإن وقع القسم في إبتداء السور له أثره النفسيّ ، وإن البدء به هو جذب لإنتباه السامع ، لوقوع على سمعه في شيئ من الرهبة ، فإذا حدث ذلك صحبة تهيؤ نفسيّ لتلقي ما يقال ، خصوصا و القسم في أوائل السور يعطيها نضرة في بهجتها ، ورونقا في ديباجتها ، فتلمع الأقسام في قسمات السور كالغرة البارقة ، لاسيما وقد أتت بما يألفه العرب ويحبّونه و يمجّدونه ، ألا يرى (بضم الياء) أن القرآن أقسم بالبلد ، وبالبلد الأمين ، و هي محبوبتهم مكة .
ومن روائع القسم : القسم بالخيل ، والخيل أعزّ شيئ عند العرب ، لأنهم أمة جهاد ونضال ، فحياتهم قائمة عليها ، و قد أكثروا في شعرهم من أوصافها.
فأقسم الله بها وهي مغيرة صبحا ، والشرر يتطاير من حوافرها ، ووصف النّقع ، (وهو الغبار) الذي تثيره بعدوها و هجومها على عدوّهم ، حتى تتوسط بين جموعه ، و توصل فرسانها إلى ربوعه ، فقال تعالى : [و العاديات ضبحا ، فالموريات قدحا ، فالمغيرات صبحا ، فأثرن به نقعا ، فوسطن به جمعا.... ألخ فسبحان من جعل القرآن كله روائع و عجائب ، ثم لا تنتهي روائعه ، ولا تنقضي عجائبه. والحمد لله ربّ العالمين.
الحمد لله الذي انعم علينا بهذا الدين والذي يهدي الى الطريق القويم طريق السعادة
ونيل رضوان الله والفوز بالجنة .
حلف سبحانه بالكتاب مرتين، وقال:
1.(حم * والكتابِ المُبِين *إِنّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرين) . (4)
2.(حم * وَالكتابِ المُبِين * إِنّا جَعَلْناهُ قُرآناً عَرَبياً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون) . (5)
____________
فالمقسم به هو الكتاب، والمقسم عليه في الآية الاَُولى قوله: (إِنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَة مُباركة)، والصلة بينهما واضحة، حيث يحلف بالكتاب على أنّه منزل من جانبه سبحانه في ليلة مباركة.
كما أنّالمقسم به في الآية الثانية هو ا لكتاب المبين، والمقسم عليه هو الحلف على أنّه سبحانه جعله قرآناً عربياً للتعقل، والصلة بينهما واضحة.
ووصف الكتاب بالمبين دون غيره، لاَنّ الغاية من نزول الكتاب هو إنذارهم وتعقّلهم كما جاء في الآيتين، حيث قال: (إِنّا كُنّا مُنذرين) وقال: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون) ، وهذا النوع من الغاية أي الاِنذار والتعقل يطلب لنفسه أن يكون الكتاب واضحاً مفهوماً لا مجهولاً ومعقداً.
والكتاب في الاَصل مصدر، ثمّ سمّي المكتوب فيه كتاباً .
..........
والله انه كتاب عظيم فيه الكثير ومالايحصى من الروائع والتي نعلم ولا نعلم
ولا يسعنا الا ان نقول سبحان الله الملك الذي خلق كل شيء بين الكاف والنون .
والله المستعان