شبكة ومنتديات ابومحمــــد المعكر الضالعي
انت غير مسجل بمنتديات ابويافع رائد المعكر نرجو منك الانضمام الينا بتسجيل
https://www.facebook.com/almoaker
https://twitter.com/RAlmoaker
شبكة ومنتديات ابومحمــــد المعكر الضالعي
انت غير مسجل بمنتديات ابويافع رائد المعكر نرجو منك الانضمام الينا بتسجيل
https://www.facebook.com/almoaker
https://twitter.com/RAlmoaker
شبكة ومنتديات ابومحمــــد المعكر الضالعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى منوع تقني شبابي تصاميم جوال ابويافع .يافع .يرحب بكل العرب والمسلمين من جميع اقطار العالم هادف .اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلابكل بالاعضاء والزوار منورين المنتدى بتواجدكم الحلو ومنتضرين مواضيعكم المفيده الي ترتقي بالمنتدى .تحياتي المعكر للتصميم والاعلان الضالع لوحات اعلانية ضوئية وجميع اعما ل الاعلان **** كل الاراء والمشاركات في المنتدى ليس بالضرورة تعبر عن صا حب المنتدى كل المسؤلية عن كاتبهارشحنا في دليل المواقع

 

 فواتح السور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
admin
admin
المدير العام


عدد الرسائل : 838
العمر : 41
الموقع : منتديات رائد المعكر
تاريخ التسجيل : 12/11/2008

فواتح السور Empty
مُساهمةموضوع: فواتح السور   فواتح السور I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 01, 2009 8:05 pm

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله حمد مستدع مزيده و معتقد توحيده و مصدقا وعده و وعيده و أصلي و أسلم على خاتم الرسل إلى أقصد السبل سيدنا الحبيب صلاة و سلاما يقرباننا إلى الله زلفى و يحييان فينا الأمل.
أما بعد:
فأحببت أن أساهم في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله بما من الله علي من هذه الكلمات حول فواتح السور عموما و حروف الهجاء منها خصوصا بشيء من الإيجاز حتى لا يمل القارئ من استعراض ما قيل و تحصل الفائدة إن شاء الله من خلال إثراء هذا الموضوع من قبلكم، و أحرص على ذكر أن هذا الموضوع كان مني باشارة من الشيخ الشرباتي زاده الله رفعة و قدرا و نفعنا بعلمه.
و لعل أهم من خص هذا الموضوع بالتأليف كما أورد ذلك الإمام السيوطي و لخصه في كتابه معترك الأقران في إعجاز القرآن الإمام ابن أبي الإصبع في كتاب سماه " الخواطر السوانح في أسرار الفواتح" و ها أنا أحاول تلخيص ماجاء فيه نسأل الله القبول و التوفيق و عموم الفائدة، راجيا أن لا تبخلوا علينا باثراء الموضوع و نقده و أن تدعوا لأخيكم الفقير المحتاج لدعوة خالصة في مواقيت جعل الله فيها الدعاء مستجابا.
فواتح السور اشتملت على أحسن وجوه البيان و البلاغة و أعذب الألفاظو أرقها و أحسنها نظما و اسلسها لما في ذلك من استمالة للسامع و قرع للسمع فيحدث بذلك القبول و تشهي سماع المزيد لمن كان عارفا بالعربية متذوقا لحلاوة بناء الكلم فيها.
و قد جعل الإمام السيوطي فواتح السور غير خارجة عن عشرة أنواع من الكلام هي:
1- الثناء على الله: و هو قسمان: إثبات لصفات المدح بالتحميد في خمس سور و تبارك في سورتين، و تنزيه عن صفات النقص بالتسبيح في سبع سور و قد ورد التسبيح بالمصدر في الإسراء و في الماضي في الحديد و الحشر و بالمضارع في الجمعة و التغابن و بالأمر في الأعلى و لكل ذلك مناسبة مهمة.
2- النداء في عشر سور خمس منها كان فيها للرسول صلى الله عليه و سلم و هي الأحزاب و الطلاق و التحريم و المزمل و المدثر و خمس أخرللأمة في النساء و المائدة و الحج و الحجرات و الممتحنة.
3-الجمل الخبرية: نحو "يسألونك عن الأنفال" و "براءة من الله و رسوله" و "أتى أمر الله فلا تستعجلوه" و "إنا فتحنا لك فتحا مبينا" و "قد سمع الله قول التي تجادلك" و "الحاقة" و "عبس" و "إنا أنزلناه" و"لم يكن" و "القارعة" و "ألهاكم" و "إنا أعطيناك" و هي ثلاث و عشرون سورة
4- القسم و جاءت في خمس عشرة سورة أقسم فيه الله بالملائكة في الصافات و بالأفلاك في البروج و الطارق و في ست بلوازمها و هي النجم و الفجر و الشمس و الليل و الضحى و العصر و في سورتين اقسم بالهواء هي الذاريات و المرسلات و في سورة الطور بالتربة و في سورة التين بالنبات و بالحيوان الناطق في سورة النازعات و بالبهائم في "والعاديات".
5- الشرط: ورد الشرط فاتحا لست سور هي الواقعة و المنافقون و التكوير و الإنفطار و الإنشقاق و الزلزلة و النصر.
6- الأمر: في ست سور هي الجن و العلق و الكافرون و الإخلاص و المعوذتين
7-الإستفهام في ست كذلك هي الإنسان و النبأ و الغاشية و الشرح و الفيل و الماعون.
8- الدعاء في ثلاث سور هي : المطففين، الهمزة و سورة المسد.
9- التعليل كما في سورة قريش، قال (أبو شامة) و ماذكرناه في قسم الدعاء يجوز أن يذكر مع الخبر و كذا الثناء كله خبر إلا سبح فهو داخل في قسم الأمر و سبحان يحتمل الأمر و الخبر ثم نظم ذلك في بيتين:
أثنى على نفسه سبحانه بثبو ت الحمد و السلب لما استفتح السورا
و الأمر شرط الندا التعليل و القسم ال دعا حروف التهجي استفهم الخبرا
10- حروف الهجاء: وردت في تسع و عشرين سورة جمعها بعضهم في قوله "نص حكيم قاطع له سر" و عددها نصف عدد أحرف الهجاء، و قد وقعت في أوائل السور بحرف واحد مثل سور ص و ق و القلم و وقعت بحرفين كذلك في مثل سورة طه و النمل و يس و الحواميم عدا الشورى و بثلاثة أحرف مثل البقرة و آل عمران و الشعراء و العنكبوت و الروم على سبيل المثال لا الحصر و ذات الأربعة أحرف مثل الأعراف و الرعد و ذات الخمسة في مريم و الشورى
و قد تعددت الأقوال في تأويل هذه الأحرف و كثرت الروايات حتى لم يبن راجح منها على مرجوح. كما سنبينه إن شاء الله تعالى في ما يتبع

-----------------------
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raed-almoaker.yoo7.com
المدير العام
admin
admin
المدير العام


عدد الرسائل : 838
العمر : 41
الموقع : منتديات رائد المعكر
تاريخ التسجيل : 12/11/2008

فواتح السور Empty
مُساهمةموضوع: رد: فواتح السور   فواتح السور I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 01, 2009 8:06 pm

قال القاضي أبو بكر بن العربي في فوائد رحلته: و من الباطل علم الحروف المقطعة في أوائل السور، و قد تحصل لي فيها عشرون قولا و أزيد، و لا أعرف واحدا يحكم عليها بعلم، و لا يصل فيها إلى فهم. و الذي أقول إنه لولا أن العرب كانوا يعرفون أن لها مدلولا متداولا بينهم لكانوا أول من أنكر على النبي صلى الله عليه و على آله و سلم، بل تلا عليهم حم فصلت، و ص و غيرها فلم ينكروا ذلك، بل صرحوا بالتسليم له في البلاغة و الفصاحة مع تشوفهم إلى عثرة، و حرصهم على زلة، فدل على أنه كان أمرا معروفا عندهم لا إنكار فيه. اهـ. و في قول ابن العربي رحمة الله عليه و على علماء المسلمين إشارة أولى إلى أن هذه الأحرف مما تفرد الله بعلمه و عدها من المتشابهات التي استأثر الله بعلمها نفسه فلم تدل على معنى ظاهر بنفسها بل و لا بغيرها، و أن الأقوال فيها و بشأنها كثرت و تعددت و كان أظهرها أنها حروف مقطعة. و قد حاولت حصر أقوال علماء هذه الأمة بشأن هذه الفواتح فوجدتها تختلف من مشكاة لأخرى، بل و حتى من مشكاة واحدة اختلفت النقول بما لا يدع شكا من أنها مجرد تأويلات لا تفيد علما جازما، و هي مع عظمها (أي هذه التأويلات و عظم أصحابها) إلا أنه لا يوجد فيها جزم بصحة مذهب فلو رجعنا مثلا إلى نقولات سيدنا الطبري في هذا المجال عن سلف هذه الأمة و عن ترجمان القرآن خصوصا نجد الروايات عنه تعددت ففي رواية عن ابن عباس أنها أحرف مقطعة من أسماء و أفعال دل كل حرف منها على بداية أصل فعل أو اسم فمثلا "الم" نقل عنه قوله أنها "أنا الله أعلم" و عن "الر" قوله رضي الله عنه "أنا الله أرى"، و لا شك في أن مثل هذا التأويل من سيدنا ابن عباس (و الذي نقل عن سيدنا سعيد بن جبير مثله كذلك) و إن كان يرفع الإبهام إلا أنه يوقع الخلاف، و أنه مهما كان الفعل أو الاسم جائزا في حق الله تعالى ذكره و جلت أسماؤه فهي مقبولة. فلو قلنا في كهيعص الكاف لمالك الملك أو الكريم لجاز و العين للعليم أو العزيز لجاز و لم يمكننا الجزم بشيء دون الآخر، ثم إنه مع هذا النقل وجدت عن سيدنا ابن عباس نقولات أخرى من أن هذه الفواتح أحرف مقطعة لأسماء الله الحسنى فورد أن "الر" و "حم" و "ن" هي اسم الله الرحمان جاءت مقطعة، و قد أفاد في هذا النهج ورود هذه الفواتح بعضها مستهلة ب"ال" الإستغراقية بما يسمح من توظيفها في أول الاسم و بعضها الآخر جاء مبسوطا بما يلائم وضعه في وسط الكلمة مثل "حم" و بعضها جاءت منفصلة وحيدة بما يفيد ملاءمة وقوعها في آخر الكلمة مثل "ق" و "ص" و "ن"، و لكننا مع هذا كذلك لن نجدا جزما في تركيب دون تركيب، و كذلك نجد رواية أخرى عن سيدنا ابن عباس يقول إنها اسم مقطع، و في أخرى أنه قسم أقسم الله به و هو من أسماء الله، و بهذا قال سيدنا عكرمة كذلك، و تعقب في هذا بعدم وجود أداة القسم و لا مقسم به و لا مقسم عليه، هذا و إن كنا نجوز وقوع القسم من قبيل "لعمرك" و وجود المقسم به و هي أسماء الله الحسنى المعلومة و التي يمكن تركيبها من هذه الأحرف إلا أنه يبقى خفيا علينا المقسم عليه، و روي عنه كذلك بشأن "حم طسم" قوله رضي الله عنهما أنها اسم الله الأعظم إلا أنا لا نعرف تأليفه و كذا نقله ابن عطية، و نقل ابن جرير عن سيدنا ابن مسعود نفس القول. فهذه كلها روايات عن ابن عباس رضي الله عنهما و يمكن بكل بساطة تبين الاختلاف فيها و هي صادرة من مشكاة واحدة، و ما قد قيل عن سيدنا ابن عباس يورد كذلك بالنسبة لسيدنا مجاهد فقد روي عنه أن "الم من أسماء القرآن، و كذلك أنها فواتح يفتح بها الله القرآن و أنها هجاء موضوع، و كذلك بالنسبة لسيدنا قتادة فقد روي عنه قوله أن "الر" اسم من أسماء الله، و أخرى أن "الم" اسم من أسماء القرآن كما الفرقان من اسمائه. و كذلك الأمر عن سيدنا ابن جريج و غيره. فمن اختلاف هذه الروايات يمكن القول أن هذه التأويلات لا تعطينا جزما بمدلول هذه الفواتح، و لكننا نجد أنفسنا أمام قول ابن العربي من أنه لو كان في الأمر احتمال بسيط لأدنى ريبة أو زلة لما سكت عنه المشركون في مكة و لما أجازوه بسهولة، فكيف و لم ينقل لنا أن أحدا اعترض على ذلك، ثم ألا يحق لأي واحد منا أن يتساءل هل يجوز وجود شيء في القرآن غير مفهوم و لا معقول، و ما جدوى مخاطبة الناس بما لا يدركون. يتبع إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raed-almoaker.yoo7.com
المدير العام
admin
admin
المدير العام


عدد الرسائل : 838
العمر : 41
الموقع : منتديات رائد المعكر
تاريخ التسجيل : 12/11/2008

فواتح السور Empty
مُساهمةموضوع: رد: فواتح السور   فواتح السور I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 01, 2009 8:07 pm

أظنّ والله أعلم أنّ قول إبن العربي

( و من الباطل علم الحروف المقطعة في أوائل السور، و قد تحصل لي فيها عشرون قولا و أزيد، و لا أعرف واحدا يحكم عليها بعلم، و لا يصل فيها إلى فهم. و الذي أقول إنه لولا أن العرب كانوا يعرفون أن لها مدلولا متداولا بينهم لكانوا أول من أنكر على النبي صلى الله عليه و على آله و سلم، بل تلا عليهم حم فصلت، و ص و غيرها فلم ينكروا ذلك، بل صرحوا بالتسليم له في البلاغة و الفصاحة مع تشوفهم إلى عثرة، و حرصهم على زلة، فدل على أنه كان أمرا معروفا عندهم لا إنكار فيه. )

معناه النفي لوجود معان لفواتح السّور --وعلى هذا فقد تكون عبارته بعد تصليحها كما يلي "لو أن العرب كانوا يعرفون أن لها مدلولا متداولا بينهم لكانوا أول من أنكر على النبي صلى الله عليه و على آله و سلم، "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raed-almoaker.yoo7.com
المدير العام
admin
admin
المدير العام


عدد الرسائل : 838
العمر : 41
الموقع : منتديات رائد المعكر
تاريخ التسجيل : 12/11/2008

فواتح السور Empty
مُساهمةموضوع: رد: فواتح السور   فواتح السور I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 01, 2009 8:10 pm

فأما بخصوص المشركين و عدم خوضهم في هذا أو طعنهم فيه فربما ذلك راجع إلى أحد أمرين، فإما أن ذلك كان معهودا عندهم و في لغتهم بأن يتصدروا الكلام بأحرف ليست من خضم الكلام كما جاء في تفسير الطبري قول الشاعر:
بل وبلدةٍ مَا الإنسُ من آهَالِها
و يقول:
لا بَل مَا هاج أحزانًا وشَجْوًا قد شَجَا
و بل هنا ليست داخلة في البيت و لا معدودة من وزنه و إنما جعلت لقطع كلام و استئناف آخر، و هذا القول يعضده ما أورده ابن جني في المحتسب أن ابن عباس رضي الله عنهما قرأ "حم سق" بلا عين، و يقول السين كل فرقة تكون. و القاف كل جماعة تكون. قال ابن جني و في هذه القراءة دليل على أن الفواتح فواصل بين السور، و لو كانت أسماء لله لم يجز تحريف شيء منها. و قال الكرماني في غرائبه (كما نقله السيوطي) في قوله "آلم أحسب الناس" الاستفهام هنا يدل على انقطاع الحروف عما بعدها في هذه السورة و في غيرها.
و كذلك كانت العرب تعهد هذا من قبيل أخذ حرف من الكلمة و الاكتفاء به عنها، قال الشاعر :
قلت قفي فقالت قاف (أي وقفت)
و قال :
بالخير خيرات و إن شرا فا و لا أريد الشر إلا أن تا
قالوا جميعا ألافا
أراد ألا تركبوا، ألا فاركبوا، و هذا القول اختاره الزجاج و قال : العرب تنطق بالحرف الواحد تدل على الكلمة التي هو منها. ز هذا كان معهودا عند العرب في كلامهم و أشعارهم.
و إما أن نرجع ذلك إلى أنهم لم يكونوا يبحثون عن الزلات من هذا القبيل في اللغة لعلمهم أن الرسول صلى الله عليه و سلم ما أتى بها إلا و هو يريد إيقاعهم من قبيلها، و قد رأينا من يعتبر زلات في الدين أمورا لم يكن يراها العرب أيام رسول الله مع أنهم كانوا يبحثون عن أدنى لبس في هذه المعجزة التي تحداهم بها هذا النبي، فرأينا في عصرنا هذا من يعتمد آيات الصفات كثغرة يحاول من خلالها النفخ في نار الشمس و القول بأنه ما دام تجوز على الله الأعضاء و الانتقال و الحركة و التحيز فلم تنكرون التمثل في جسد المسيح أو في التماثيل التي نعبدها، و لكن درايتهم بمفهوم ما أراده الشارع الحكيم جعلهم لا يمارون في ذلك و لا يرمون إلى النيل فيه من خلالها، لأنهم كانوا أعلم بمراد الشارع من المتأخرين.
و أما عن إمكانية نزول فيه ما لا يفهم فهذا واقع حتى بالنسبة لتلك الفترة جائز على كثير من الناس حتى أن الآية كانت تنزل لا يعلم مدلولها كثير من الناس فيسأل عنها بعضهم بعضا أو يسألون عنها النبي صلى الله عليه و سلم، بل و خص النبي صلى الله عليه و سلم بعض الصحابة بالتبحر في هذا الكتاب و علمه، و دعا لابن عباس أن يؤتى علم التأويل. و لا يزال هذا الكتاب الكريم تتوالى في كل عصر عجائبه و إعجازاته و تترا، كلما جاءت أمة إلا و استخرجت منه لآلئ و كنوزا ما كان لمن سبقهم أن ينتبهوا لها، فتتحقق بذلك المعجزة في كل عصر و مصر، و بالنظر لكل فن قد تسبق فيه أمة الأخرى، فخذ على سبيل المثال ما يستخرجه المتأخرون من آيات إعجاز في علم الفلك و في الطب و في الحساب و غيرها من فنون العلم، مما كان يستشكل على الناس من قبلهم أن يطلعوا عليه، و كلهذا من قبيل التدبر في آياته التي أمر الله عباده بها. و للقارئ أن يسأل عما إذا كان علم مدلول و مفهوم هذه الأحرف المقطعة من قبيل هذا الإعجاز الذي يمضيه الله كلما تقدمت البشرية في المعارف الكونية و بلغته من تفوق تقني؟ فلا نفي لهذا الأمر لإمكانيته و وجود دلائل على وقوع مثاله، و لكن هذا لا يجزم إخراج هذه الأحرف من إمكان كونها أسرارا أعطى الله للبشر حرية النظر و الاختلاف فيها من قبيل تدبر آياته في كل عصر.
و أما من جانب الحكمة في ورود هذه الأحرف كفواتح للسور فذكر السيوطي : قيل أنها تنبيهات كما في النداء –عده ابن عطية مغايرا للقول بأنها فواتح، و الظاهر أنه معناه ، قال أبو عبيدة: آلم افتتاح كلام ، و قال الحوفي القول بأنها تنبيهات جيد لأن القرآن كلام عزيز و فوائده غزيرة فيريد أن يرد على سمع متنبه.
و قيل : إن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه ( و هذا كما ورد في القرآن على لسان المشركين "و قال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن و الغوا فيه لعلكم تغلبون" و قوله تعالى:" و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزؤا") فأنزل الله هذا النظم البديع ليعجبوا منه و يكون تعجبهم سببا لاستماعهم له و استماعهم له لاستماع ما بعده، فترق القلوب و تلين الأفئدة.
و قيل إن الحكمة في ورودها هي للدلالة على أن هذا القرآن الذي أعجزكم فلم تقدروا على سورة من مثله هو بلسانكم الذي طالما تفاخرتم به بينكم و تمايز بعضكم على بعض، فها هو بالحروف التي تعرفونها و تتكلفونها، فكان هذا تقريعا منه عز و جل للعرب الذين لم يؤمنوا به. و يزيد من قوة هذا القول ورود ذكر الكتاب بعد هذه الأحرف و أنه لا ريب فيه و لا ياتيه الباطل من بيد يديه و لا من خلفه و أنه من تنزيل من رب العالمين العزيز الحكيم، و رغم أنه لم تتبع كل الفواصل بهذا القبيل من الذكر لروعة كلام الله و كتابه كما جاء في سورة العنكبوت و الروم و القلم، إلا أنه لا يمنع من عده قولا جيدا كذلك.
و جاء في البرهان أن افتتاح السور بالأحرف المقطعة و اختصاص كل واحدة بما بدئت به دلالة على وجود تناسب بين السورة و هذه الأحرف فلا يمكن أن تتصدر البقرة مثلا ب "ن" و لا غيرها من السور بغير ما جعل الله لها من أحرف مناسبة ، و حاول فيه ذكر كل سورة و ملاءمة الأحرف التي تصدرتها. و لكن هل نجزم بذلك، أي هل لو أن الله أنزل هذه الأحرف على غير ما نزلت عليه لكنا قلنا نفس الشيء طالما لم يعرف المعنى اللهم إلا إذا تكلمنا من ناحية التركيب اللغوي السجعي كما في سورة القلم مثلا. و مع أن لهذا الكلام حلاوة وجدتها في استعراض المناسبات إلا أنه لم يخل كذلك من هذه الملحوظة. و مع ذلك أحببت أن أذكر نماذج منها فمثلا سورة ق قيل أنها لماتكرر فيها من كلامت احتوت حرف القاف من ذل القرآن و الخلق و تكرير القول و القرب من ابن آدم و قول العتيد و الرقيب و السابق و الإلقاء في جهنم و التقدم بالوعد و غيرها، و أما في سورة يونس فزيدت مثلا الراء لتكرارها في أكثر من مئتي كلمة فيها، و ص مثلا لأشتمالها على خصومات متعددة فأولها خصومة النبي صلى الله عليه و على آله و سلم مع الكفار، ثم اختصام الخصمين مع سيدنا داود عليه السلام، ثم تخاصم أهل النار ثم اختصام الملأ الأعلى و ما إلى ذلك من خصومات.

أما من ذهب إلى أن الحكمة منها هي الإشارة إلى مدة بقاء هذه الأمة فباطل كما قال ذلك ابن حجر و لا يعتمد عليه، فقد كان ابن عباس يزجر عن عد أبي جاد، و لأن ذلك يعتبر من جملة السحر و لا أصل له في الشريعة مع ما في ذلك من مخالفة صريحة للواقع.
و في آخر هذا الكلام وددت أن أقول بأن هذه الأحرف المقطعة العظيمة هي من المتشابه التي يحتاج الباحث في مدلولها إلى فكرة و نظر و استخدام الأصول المحكمة، و أنه مهما علا قول الواحد فيها فإن العلم فيها لا يكون إلا مجملا.
و وددت الإشارة هنا إلى أن اعتمادي على تحليل أقوال سادتي علماء الأمة لم يكن من اجتهادي الخاص و ليس لي حظ فيها إلا النقل، و أنا ما تجرأت على سلف هذه الأمة برد أقوالهم معاذ الله و إنما حاولت فقط أن اجمع هذه الأقوال عدا و لو من غير ذكر، و ذكر محصلتها عندي، و أنى للثرى أن يلحق الثريا، فما كان من توفيق فيما ذكرت فمن الله وحده لا باجتهاد مني، و ما كان من زلل و نسيان فمني و من الشيطان الرجيم، ألا لعنة الله على الشيطان الرجيم. هذا والله أعلى و أعلم و هو يهدي للتي هي أقوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://raed-almoaker.yoo7.com
 
فواتح السور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة ومنتديات ابومحمــــد المعكر الضالعي  :: المنتديات الاسلامية :: الرقية الشرعية والطب العام-
انتقل الى: