هل يستطيع مريض السكري الصيام؟
الحال يختلف من مصاب لآخر ,لقد خص الله شهر رمضان بميزات وفضائل عظيمة جعلت هذا الشهر عزيزاً على نفس كل مسلم ومسلمة يترقبه الفرد ويسعد بقدومه ويفرح لما فيه من صيام وصلاة وعبادات. ولما في هذا الشهر من عبادات تؤثر تأثيراً مباشراً على الصحة كان على المصاب بداء السكري مراعاة ذلك التأثير.
وبما أن للصيام أثرا إيجابيا على هؤلاء المصابين، ويبقى عليهم مراعاة جانب الغذاء والدواء في هذا الشهر الذي يختلف اختلافاً كلياً عن باقي أشهر السنة.
أهمية التوعية في هذا الموضوع للمصابين بداء السكري:
أولا: تغيير النظام الغذائي في رمضان من حيث عدد الوجبات وأوقاتها ومكونات الوجبات والسعرات الحرارية.
ثانيا: تغيير في النشاط اليومي، إذ يقل خلال النهار ويزداد ليلا وخصوصا لدى من يؤدون صلاة التراويح والقيام مما ينعكس بصورة واضحة على نسبة السكر في الدم. إن النشاط الزائد خلال فترة الصوم قد تؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم.
ثالثا: تغير النظام العلاجي. أن تغير نظام الغذاء والنشاط اليومي يحتم تغيير النظام العلاجي. مما يؤكد ضرورة مراجعة الطبيب لتجنب الانخفاض الشديد الذي قد يحدث أثناء الصوم أو ارتفاعه خلال فترة الإفطار في اليوم الواحد.
رابعا: كما أن حدة المرض ومدى تطوره ضمن الصنف الأول أو الثاني تختلف من مصاب إلى آخر وهذا ما يجعل الأمر متعذراً لوجود قاعدة واحدة حول داء السكري والصيام.
الصيام مع صنفين رئيسيين من المصابين بالسكري:
الصنف الأول (المعتمد على الأنسولين):
ينقسم الصنف الأول إلى قسمين آخرين حسب حدة المرض وارتباطه بكمية حقن الأنسولين وعددها ا ليومي:
جرعة واحدة من الأنسولين يومياً
باستطاعة هؤلاء المصابين بالسكري الصيام فلا خطر عليهم. ولكن هناك تعديل بسيط وهو أن المصاب قبل رمضان كان يحقن الأنسولين في الصباح، أما في رمضان فيجب عليه حقنه قبل الإفطار مباشرة. ولكن عليه أن يقوم بزيارة طبيبه المعالج عدة مرات خلال الأيام الأولى لتحديد كمية الأنسولين المثالية التي تتلاءم مع مرضه وطعامه وعمله. بالإضافة لذلك يجب أن يقوم بقياس نسبة السكر في الدم في المنزل فمعرفة نسبة السكر في الدم بشكل منتظم تساعد على تفادي حدوث حالات هبوط سكر الدم المفاجئ.
تعدد جرعات الأنسولين يومياًً
بالنسبة للمصابين الذين يحتاجون لعدة حقن من الأنسولين في اليوم، فإن صيامهم يشكل خطراً أكيداً أو محققاً على صحتهم. لهذا أجمع معظم الأطباء على عدم صيامهم.
الصنف الثاني (غير المعتمد على الأنسولين):
تقسم مجموعة هذا الصنف إلى ثلاثة أقسام تبعاً لدرجة المرض.
أولاً: مرضى يعتمدون على الحمية فقط. هؤلاء يمكنهم الصيام، بل الصوم هو فائدة عظيمة لهم مع ضرورة مراعاة الحمية.
ثانياً: مرضى يتناولون قرصاً واحداً، هؤلاء يمكنهم الصيام أيضاً شريطة أن توزع كمية الطعام على الفطور والسحور بالتساوي، ويكون القرص بعد أذان المغرب وقبل الإفطار مباشرة.
ثالثاً: مرضى يتناولون قرصين أو أكثر، يمكن هذه الفئة الصيام أيضاً، حيث يؤخذ القرص الأول أو الجرعة الأولى بعد أذان المغرب مباشرة وقبل الإفطار، ويؤخذ القرص الثاني أو الجرعة الثانية (بعد تعديل كمية الجرعة وغالبا تخفض) قبل السحور.
الفئات التالية يصعب عليهم الصيام ولا ينصح بصيامهم
المصابون بالسكري وأعمارهم أقل من عشرين سنة.
الحوامل المصابات بالسكري.
المصابون بالسكري ومصحوبا بمضاعفات غير مسيطر عليها.
إذا قرر مصاب السكري الصيام وجب عليه ما يلي:-
تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر.
الإكثار من شرب الماء أثناء الفطور لتجنب الجفاف.
الإقلال من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد الظهر لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم.
عدم الانتظار لموعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم والمبادرة بتناول شيء من السكر