كذب وافتراء ادعاء الآيات في إيران معادات أميركا
السبت , 7 مارس 2009 م
فؤاد قنة
* تكلمنا في الحلقة الأولى عن اعترافات الأميركان أنهم من دعم وأيد وهيأ قيام الثورة الإيرانية ونسقوا مع الآيات المجوسية صاحبة العمائم السوداء وبذلوا كل الجهود لإسقاط نظام الشاة لنجاح الثورة المجوسية بل إنهم "الأميركان دعموا الآيات المجوسية في القضاء على كل من وقف ضد الثورة".
* بل إن الأميركان أمدوا حكومة الآيات المجوسية في إيران حكومة الآيات بمادة الكيروسين لسداد حاجة الحكومة الإيرانية من هذه المادة دعماً منهم حتى لا تسقط حكومة الآيات.
* نتكلم في الحلقة الثانية عن اعترافات الشاة تدخل الأميركان في إسقاط حكومة وكيف سار الشاه ضحية لهذه المؤامرة وكيف تمت إسقاط حكومته على يد الأميركان.
* وكيف صار حاله بعد الخدمة والعمالة للأميركان وكيف رموه الأميركان في المزبلة ورفضوا استقباله كلاجئ سياسي.
* إن الأميركان أوجدوا لهم عملاء مقبولون من الشعب بعدما عرفوا أن حكومة الشاه مرفوضة من الشعب الإيراني.
* إن العملاء الجدد لقد لبسوا ثوب وعمامة إسلام عبدالله بن سبأ اليهودي وضحكوا على الأمة الإسلامية أنها ثورة إسلامية، وها هو التاريخ يكشف ستارهم بأنهم عملاء وأذناب للأميركان وإن شاء الله ستكون نهاية الآيات المجوسية مثل سلفهم شاه شاه وسيتجرعون كأس الخزي والعار في الدنيا قبل الآخرة.
* اعترافات الشاه:
قال الشاه في مذكراته: بأنه علم بوجود الجنرال هويزر ـ نائب رئيس أركان القيادة الأميركية في أوربا ـ بعد حضوره إلى طهران ببضعة وجوده في طهران ضرورة تقتضيها طبيعة علاقاتنا مع الولايات المتحدة، فإيران عضو في حلف السنتو وتحركات هويزر كانت تعد سلفاً، ويتم الاتفاق عليها مسبقاً، أما هذه المرة فلم يحدث شيء من ذلك على الإطلاق، فقد أحيط وصوله إلى إيران بسرية مطلقة.
قال الشاه "إن الجنرالات ما كانوا يعلمون شيئاً عن زيارة هويزر، وعندما انتشر خبر زيارته قالت أجهزة إعلام السوفيت إن الجنرال هويزر وصل إلى طهران للقيام بانقلاب عسكري".
ومن باريس تولت صحيفة "نيويورك هيرالد ـ تريبيون" تصحيح الخبر فقالت: كل ما ينبغي أن نفعله هو أن نستبدل عبارة للقيام بعبارة منع لتصبح مهمة هويزر في منع الانقلاب العسكري".
وأضاف الشاة قائلاً:
فهل كان خطر الانقلاب العسكري موجوداً؟ لا اعتقد ذلك، فجنر الآتي ملتزمون بالقسم الذين أقسموه لحماية العرش والدستور، ولكن مخابرات حلف شمال الأطلسي ووكالة المخابرات المركزية لديهما ما يكفي من المبررات للاعتقاد بأن الدستور سيتعرض للانتهاك ولذلك فإنه من الضروري تحييد الجيش الإيراني وهذا هو السبب الذي دفع الجنرال هويزر للحضور إلى طهران وأنا أعرف أن الجنرال هويزر كان منذ فترة طويلة على اتصال بمهدي بازركان المهندس الناجح الذي تزعم حرجة تحرير إيران التي كانت في الأصل جزءاً من الجبهة الوطنية إلى أن وجدت نفسها على خلاف مع الجبهة بسبب تأكيد الجبهة على الاشتراكية ثم قال الشاة:
وعرض الجنرال هويزر عرضاً غريباً على رئيس أركان الجنرال "قره باغي" هذا العرض هو: أن يلتقي بمهدي بازر كان الذي عينه الخميني رئيساً للوزراء بعد الإطاحة بي وقد أخبرني الجنرال قرة باغي بقصة هذا العرض ولا أحد يعرف ما حدث بعد ذلك، ومهدي بازر كان والجنرال هويزر هما الوحيدان اللذان يعرفان فيما إذا تمت "طبخة" من وراء ظهور الجميع، وكل ما أعرفه في هذا الصدد هو أن الجنرال قرة باغي استخدم نفوذه لإقناع الضباط الذين تحت إمرته بعدم المشاركة في الأحداث التي حدثت بعد ذلك وقد شاهدت هويزر مرة واحدة أثناء زيارته الغريبة لطهران لقد جاء لزيارتي برفقة السفير الأميركي سوليفان في آخر مقابلاتي معه وكان الشيء الوحيد الذي يدور في رأس الرجلين هو معرفة في أي يوم وفي أي وقت سأغادر طهران.
وبقي الجنرال هويزر بضعة أيام في طهران بعد رحيلي عنها في 19 يناير، وحيث أنه نجح في إقناع جنرالات الجيش الإيراني بالتخلي عن الدكتور شابور باختيار رئيس الحكومة الائتلافية التي شكلت لإنقاذ البلد في أوج محنتها فإن كل ما تبقى له لتنفيذ مهمته هو قطع رأس الجيش الإيراني، وتحقق له ما أراد، فقد قتل الجنرالات الكبار واحداً بعد الآخر، باستثناء الجنرال قرة باغي فقد تمكن مهدي بازر كان من إنقاذه، وأثناء المحاكمة التي سبقت إعدام الجنرال ربيعي رئيس أركان السلاح الجوي الإيراني، سأله المحققون عن الدور الذي لعبه الجنرال هويزر في طهران فأجاب: لقد ألقى الجنر ال هويزر بالإمبراطور خارج هذا البلد كما يلقي بالفأر الميت.
وتحت عنوان فتش عن الأميركيين والبريطانيين قال الشاه: بأنه اكتشف منذ سنتين أن تصرف الأميركيين مثير لقلقه، فبعضهم كان ينصحني أن أعامل الشعب بأسلوب ديمقراطي، وبعضهم كان يطالبني بالحزم والشدة، ويركز على دور سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم يسرد الشاه القصة التالية:
وهذا التضارب في الآراء لم يكن المفاجأة الوحيدة لي من جانب الحلفاء الذين وقفت إلى جانبهم فترة طويلة، فعندما أحرق المتظاهرون السفارة البريطانية أرسلت أحد جنرالاتي لمقابلة الملحق العسكري في السفارة فاستقبله الملحق العسكري وهو يصيح في وجهه: "إنكم لم تستوعبوا حتى الآن بأن القضية لا يمكن أن تحل إلا سياسياً".
وهذا يعني بصريح العبارة أن بريطانيا كانت تتوقع مني أن أنحني أمام ضغوط المعارضة، وقد أخبرني السيناتور محمد علي مسعودي في نهاية ديسمبر أن "جورج لامبراسكيني" السكرتير الأول في السفارة الأميركية في طهران قال له: "سيقوم نظام جديد في طهران قريباً".
وكان السكرتير على حق، ففي 11 يناير بعد الزيارة الغامضة التي قام بها الجنرال هويزر إلى إيران أعلن في واشنطن لا في إيران أنني على وشك مغادرة طهران.
وبعد ذلك بخمسة أيام فقط طرت بصحبة الامبراطورة إلى المنفى.